|
ما الذي أستطيع أن أفعلهُ من أَجْلِكْ؟
|
أيّتها السيّدة التي بيني وبينها..
|
أسرارٌ غيرُ قابلةٍ للنشرْ..
|
وذنوبٌ صغيرةٌ غيرُ قابلةٍ للغُفرانْ..
|
إنني أفهَمُ جيّداً خلفيّاتِ حُزْنكْ..
|
لكنني لا أستطيعُ أن أمنعَ أيَّ انقلابٍ ينفذهُ نَيْسَانْ..
|
ضدّ نهديْكِ المتمسِّكينِ بالسُلْطة..
|
إلى يوم القيامَه..
|
2
|
صحيحٌ أنَّ التاريخَ يعيد نفسَه..
|
ولكنَّ الأنوثةَ – يا سيدتي- لا تعيدُ نَفْسَها أبداً..
|
إنها شرارةٌ لا تقبلُ النسْخَ والتكرارْ..
|
هذا ما كنتُ أشرحهُ لكِ، وأنتِ في السادسةَ عشرَهْ..
|
يومَ كانت الشمسُ لا تغيبُ عن ممتلكاتِكْ..
|
وجيوشُكِ تملأ البحرَ والبرَّ..
|
وجَسَدكِ الياسمينيُّ.. يأمُر .. وينهى ..
|
ويقول للشيء : كُنْ .. فيكون....
|
3
|
كيف أستطيعُ أن أُساعدَكِ؟
|
أيّتها المرْأةُ التي لم تساعد نَفْسَها..
|
ولم تَحْفَظْ خطَّ تراجُعها..
|
أيّتها الطاغية الصغيرهْ..
|
التي سحقتْ كلَّ معارضيها..
|
وأعدَمت كَهَنَتَها وَعَرَّافيها..
|
وأغلقت الصُحُفَ.. وسحقَتْ الحرّياتْ
|
ورفَعَت تماثيلها في الساحات العامَّهْ..
|
ووضعتْ صُوَرَها على طوابع البريدْ..
|
هل تتذكَّرِينْ؟
|
كمْ كنتِ مجنونةً في السادسةَ عَشْرَهْ
|
وكيف كنتِ تتحدَّثينَ.. كملوك فَرَنْسا..
|
عن حقّكِ الالهي الذي لا يُنَاقَشْ..
|
في قَتْل كلِّ رَجُلٍ..
|
يعشقُ امرأةً غيرَكِ من نساء المملكَهْ..
|
وقَتْلِ كلِّ امرأةٍ..
|
تخرجُ مع رجلٍ يعجبكِ من رجال المملكَهْ...
|
4
|
ما الذي أستطيع أن أفعلَهْ؟
|
لأخفّفَ عنكِ وَجَع الهزيمَهْْ
|
ومرارةَ السقوط عن العرشْْ..
|
أيّتها السلطانةُ التي فقدتْ سُلْطانَها
|
ما الذي أستطيعُ أن أفعلَهْ؟.
|
لأحرِّرَكِ من مُرَكَّباتِ العظمة الفارغَهْ..
|
وأعيد إلى عينيكِ السوداويْنِ لونَهما الطبيعي..
|
وإلى نهديْكِ الأحمقينْ..
|
شَعْبِيّتَهما الضائعَهْ!!
|
ما الذي أستطيعُُ أن أفعلْ؟
|
لأعيدَ جَسَدَكِ حليبيّاً كما كانْ
|
ونهدَكِ دائريّاً كما كانْ
|
وعِشقي لكِ.. بدائيَّاً.. همجيّاً.. إنتحاريَّاً...
|
كما كانْ...
|
في سالف الزمانْ!!
|