|
باسم ليماسُولَ..
|
شكراً يا تامارا
|
باسْم هذا الخاتم المشغولِ بالفيروزِ..
|
شُكْراً يا تامارا
|
باسْمِ هذا الدفتر المفتوح للضوءِ.. وللشِعْر..
|
وللعشَّاقِ..
|
شكراً يا تامارا
|
باسم أسرابٍ من النَوْرَسِ كانَتْ
|
تنقر الحنطةَ من ثغركِ..
|
شكراً يا تامارا
|
باسم كلِّ القبرصيينَ الذين اكتشفُوا
|
اللؤلؤَ الأسودَ في عينيْكِ.
|
شكراً يا تامارا
|
باسم أحزاني التي ألقيتُها في بحر بيروت.
|
وأجزائي التي أبحث عنها..
|
في زوايا الأرضِ ليلاً ونَهَاراً...
|
ألفُ شكرٍ.. يا تامارا.
|
*
|
يا تامارا القبرصيّة:
|
أيُّها السيفُ الذي يقتلني من قبل أن يُلقي التحيَّة
|
باسْمِ مقهانا البدائيِّ على البحرِ..
|
وكُرْسيَّيْنِ مزروعينِ في الرمل..
|
و (أنطونيو) الذي كان خلالَ الصيف عرَّابَ هوانا.
|
والذي كان وديعاً مثلَ قط منزليٍّ..
|
وعريقاً مثل تمثال حكيمٍ من أثينا،
|
ورقيقاً.. وصديقاً.. عندما يختارُ في الليل لنا
|
فاكهةَ البحر..
|
ويوصيكِ بأن ترتشفي (الأوزو)
|
الذي تشربُه آلهةُ اليونانِ في الحبِّ وفي الحربِ..
|
ويرجوكِ بأن تستمتعي بمذاقِ (الكالامارْ)
|
ومَذَاقِ العشق في تلك الجزيرَهْ
|
باسم آلاف التفاصيل الصغيرَهْ..
|
ألفُ شكرٍ .. يا تامارا
|
3
|
كيف أنسى امرأةً من قبرصٍ..
|
تُدْعى تامارا..
|
شَعْرُها تعلكهُ الريحُ..
|
ونهداها يُقِيمان مع الله حِوارَا..
|
خرجَتْ من رَغْوَة البحر كعَشْتَارٍ.. وكانتْ
|
تلبسُ الشمسَ بساقَيْها سِوارَا..
|
كيفَ أنسى جسداً؟
|
يقدحُ كالفوسفور في الليل شَرارَا..
|
كيفَ أنسى حَلْمَةً مجنونةً
|
مزَّقتْ لحمي، صعوداً..
|
وانحدارا...
|
4
|
إصْهلي.. يا فَرَسَ الماء الجميلَهْ
|
إصرخي.. يا قطّةَ الليل الجميلَهْ
|
بلّليني برَذَاذِ الماء والكُحْلِ..
|
فلولاكِ لكانتْ هذه الأرضُ صَحَارى..
|
بلّليني.. بالأغاني القبرصيَّهْ
|
ما تهمُّ الأبجديّاتُ.. فأنتِ الأبجديَّهْ..
|
يا التي عشتُ إلى جانبها العشقَ.. جُنُوناً
|
وانتحارا..
|
يا التي ساحلها الرمليّ يرمي لي..
|
زُهوراً.. ونبيذاً قبرصياً.. ومَحَارا..
|
لم يكُنْ حبُّ تامارا..
|
ذلك الحبّ الروائيّ ، ولكنْ
|
كانَ عَصْفاً ودمارا.
|
لم يكُنْ جدولَ ماءٍ
|
إنما كانَ حُبّاَ صغيراً..
|
فقد احتلَ بلاداً.. وشعوباً.. وبحارا..
|
كلُّ أمجادي سرابٌ خادعٌ
|
ليس من مجدٍ حقيقيٍ..
|
سوى عينيْ تامارا..
|
5
|
تحت سطح الماء.. أحببتُ تامارا..
|
ورأيتُ السَمَكَ الأحمرَ.. والأزرقَ.
|
والفضيَّ..
|
فوجئتُ بغاباتٍ من المرجانِ..
|
داعبتُ كطفلٍ سلحفاةَ البحرِ،
|
لامستُ النباتات التي تفترسُ الإنسانَ،
|
حاولتُ انتشالَ السفن الغرقى من القَعْرِ..
|
ولملمْتُ كنوزاً ليسَ تُحصى..
|
ونجوماً .. وثمارا..
|
تحت سطحِ الماءِ.. أعلنتُ زواجي بتامارا.
|
فإذا بالموج قد صار نبيذاً..
|
وإذا الأسماكُ أصبحنَ سُكارى..
|
6
|
ما الذي يحدثُ تحت الماء في جلد تامارا؟
|
فهُنا.. الأحمرُ يزدادُ احمرارا..
|
وهنا .. الأخضرُ يزداد اخضرارا..
|
وهنا السُرَّةُ تزدادُ أمام الضوءِ..
|
خوفاً.. وانبهارا..
|
ما الذي يحدثُ في عقلي.. وفي عقل تامارا؟
|
سَمَكُ الدولفين يرمي نفسَهُ.
|
كالمجانين يميناً.. ويسارا..
|
سَمَكُ الدولفين يدعوني لكي أقفزَ في الماءِ..
|
وفي مملكة الأسماكِ..
|
لا أملكُ رأياً أو خيارا..
|
عَبَثٌ.. أن يُسْأَلَ الإنسانُ عن ماضيه أو حاضرهِ،
|
عندما يتّخذ البحرُ القرارا...
|
7
|
يا تامارا..
|
أنتِ في قبرضَ كبريتٌ .. وشَمْعٌ
|
وأنا موسى الذي أوقَدَ تحت الماء نارا...
|